سلطان بن بندر (جدة) – عكاظ
لا أحد سيكتب «مع الفجر» مجدداً في الجريدة بعد موته، رحل الصحافي الذي تعرفه عكاظ منذ أولى كلمة كتبت بها مديراً للتحرير في العام الأول لتأسيسها في العام 1384، ثم رئيساً لتحرير صحيفة حملت على عاتقها أن تكون «ضميراً للوطن وصوتاً للمواطن»، من العام 1385 حتى العام 1390، بعد أن جفف الموت محبرته، و وضع القدر نقطة في آخر السطر لحياة الراحل عبدالله خياط عن عمر ناهز الـ 85 عاماً.
بدأ الصحافي العتيق رحلته في بلاط صاحبة الجلالة من صحيفة البلاد سكرتيراً للتحرير في العام 1380، فمديراً لمكتبها في مكة المكرمة من أواخر العام 1383 قبل أن يبدأ في عكاظ رحلة آلاف الكلمات في زاويته اليومية في عكاظ «مع الفجر».
و تحفظ السيرة الذاتية للراحل عبدالله خياط مرافقته الملك فيصل بن عبدالعزيز، في العديد من زياراته الرسمية، و أول صحفي سعودي يجري حديثاً شاملاً مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، عن مجلس الشورى ونظام المناطق، إضافة لإصداره سلسلةٌ من الكتب و الدراسات تناولت عدداً من قضايا المجتمعات العربية والسعودية التي لم تغب يوماً عن مقالاته اليومية في عكاظ.
و لم يقف تأثير رئيس تحرير عكاظ الراحل على حدود رئاسته لتحرير أهم الصحف السعودية «عكاظ» وعضوية مجلس إدارتها بل جاوز ذلك إلى تأسيسه مجلة «كاريكاتير» الصادرة من القاهرة، و عضوية رابطة الأدباء الحديث بالقاهرة، ونادي الكتاب بجريدة الأهرام المصرية و نادي مكة الثقافي الأدبي.
و نعى رئيس تحرير عكاظ الزميل جميل الذيابي، بوافر من الأسى والحزن الراحل عبدالله خياط واصفاً إياه بالصحافي و الأستاذ الكبير و أحد بناة «عكاظ» الأوائل، مشيراً إلى أن الراحل لم يفقد شغفه بالمهنة و الكتابة و الصحافة حتى وافته المنية، مقدماً العزاء لعائلته الكريمة ولكل الزملاء في «عكاظ».