أحمد أسعد خليل
نعم رحل الكاتب الكبير والقدير أستاذ الصحافة عبدالله عمر خياط صاحب زاوية (مع الفجر) في الزميلة عكاظ بعد مسيرة عطرة في مجال السلطة الرابعة. بدأ مسيرته الصحفية منذ عام 1381هـ بمكة المكرمة وتدرج حتى وصل الى عرش عكاظ كرئيس تحرير في عام 1384هـ، ومنذ ذلك الحين وهو ينثر أوراق الثقافة والأدب والسياسة بيننا عبر مراحل من الزمن، تصدر وتكرم وسطر بقلمه العديد من المقالات المتميزة والتي كان لها الشأن الكبير في عهد الملك فهد -رحمهما الله- في توافقها مع المرحلة، وكان له السبق في إجراء أول لقاء صحفي حواري مع الملك فهد حول نظام مجلس الشورى والمناطق، كما أنه لازم الملك فيصل في العديد من الزيارات الرسمية العربية والأوربية.
عرفت الراحل في زياراته المتكررة للمدينة المنورة والتي كان يواظب أثناءها على زيارة المجلس العامر للسيد حبيب محمود أحمد قبل وفاته والذي يضم العديد من أهالي المدينة المنورة ووجهائها ومن بينهم والدي رحمهم الله جميعاً، وكنت أسعد عندما ألتقي هذه الشخصية المعروفة وأستمع الى كل ما يدار في هذا المجلس من نقاشات وحوارات فيها من المتعة والاثراء الفكري التي تلاشت أو قلت في أيامنا هذه وأتمنى أن نحظى في كل مدننا بمثل هذه الصالونات الثقافية وأن يكون لها الدور في التقاء الأفكار وتلاقحها لإثراء الساحة بكل ما هو جديد ومفيد.
والحمد لله بدأ بعض المثقفين في المبادرة لإعادة هذا الجو الثقافي بالمدينة المنورة وأبرزهم الأستاذ القدير محمود رفيق الذي أسس مشكوراً ديوان آل رفيق الثقافي وأتمنى أن يحظى بدعم جميع مثقفي المدينة وكتّابها.
ألَّف الراحل العديد من الكتب متنوعة المجال وأذكر بعضاً منها كتاب (الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه)، وكتاب (النصر.. نحن صنعناه) وكتاب (النزاهة الشامخة) وكتاب (الصحافة بين الأمس واليوم)، و(مع الفجر) هذه الزاوية التي كان يطل علينا بها يقدم لنا رؤية وإطلالة مميزة من خلال منبر صحيفة عكاظ، ولا أظن هناك من سيعوض هذه الزاوية على المدى القصير، لأن مسيرة ستين عاماً تقريباً في هذا المجال ليست بالسهلة أن تعوض ولو أن الساحة الصحفية في بلادنا لا تخلو من المتميزين والمبدعين في جميع المجالات.
قبل ثلاثة أعوام تقريباً قدم الراحل الى المدينة المنورة وتلقيت اتصالاً منه لدعوتي لحضور حفل عشاء أقامه في أحد أفخم فنادق المدينة دعا اليه جميع أصدقائه وأبنائهم بالمدينة المنورة ليكون لقاء استمرار لعلاقات ممتدة منذ سنوات طوال، وحرص على أن يتم متابعة التواصل مع الجميع من خلال إنشائه مجموعة تواصل عبر برنامج (واتساب) وكان يترك لنا المجال من خلاله للتواصل ونشر كل جديد ومفيد، وكنت أتعلم منه ما يدعمني ويساندني عند الحاجة.
فقيدنا الغالي.. أسأل الله لكم الرحمة والغفران.