عبدالله صادق دحلان
بمناسبة اليوم الوطني كتبت مقالة بعنوان «إلا الوطن وقيادته» وكأنما استشعرت بأن هناك من يتربص بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية للنيل منه، وكتبت وأعيد كتابتي اليوم قائلاً «لن نتخلى عن حماية وطننا»، وهو ليس نفاقاً أو رياءً وليس تجرداً من عواطفي ومشاعري، نعم لقد فقد الوطن في هذا الشهر اثنين من أعلام الصحافة والإعلام في المملكة، في الأسبوع الماضي افتقدنا الأستاذ القدير عبدالله عمر خياط أحد أشهر رؤساء التحرير في جريدة عكاظ وعضو مجلس إدارتها وأحد رواد الصحافة في المملكة، صاحب العمود المشهور في جريدة عكاظ الذي أتشرف بجيرته في صفحة الرأي يوم الأحد، عرفته منذ 50 عاماً وهو صاحب القلم الجريء الصادق الحاد في الحق، وعرفته رجل أعمال رائداً من رواد مجال الطباعة والنشر، فكانت مطابع سحر التي دخلت سوق الطباعة لتطور وسائل الطباعة وتنافس المطابع التقليدية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وقبل أسابيع فقدنا الصحفي القدير جمال خاشقجي في حادثة مؤلمة في إسطنبول، عرفته منذ 35 عاماً شاباً طموحاً مبدعاً إعلامياً من الطراز الأول، كاتباً وناقداً جريئاً أصبح رئيساً لتحرير جريدة الوطن عندما كنت أحد كتاب الرأي فيها، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وهو ابن أشهر العوائل المدينية التي خرج منها العلماء والأدباء وأساتذة الجامعات نساءً ورجالاً وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمحامين، وهم ممن يشهد لهم بالولاء والطاعة وحب الوطن.
وفي قضية الكاتب جمال خاشقجي، قام العالم الغربي والأمريكي وبعض من العالم العربي بانتهاز هذه الفرصة لنشر بذور الكراهية لوطننا وتحريض حكومات وبرلمانات بعض دول العالم على دولتنا رغم الاعتراف الصريح من المملكة بأن جمال خاشقجي قد مات في قنصلية المملكة في إسطنبول، وأن المملكة ألقت القبض على المتهمين بقتله وسيمثلون للقضاء العادل، وقدم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عزاءهما لأسرة جمال خاشقجي وأبنائه وكذلك فعل وزير الخارجية السعودي.
وأشعلت بعض القنوات النار رغبةً في النيل من المملكة العربية السعودية، وكم أشعر بألم موت جمال خاشقجي رحمه الله، إلا أنني أشعر بالقلق الأكبر على وطننا المملكة العربية السعودية، فالمشاهد في بعض الدول العربية أو دول ما يسمى بالربيع العربي تثبت لنا أنها كانت لعبة كبيرة لنشر الفوضى وضرب اقتصاديات بعض الدول الغنية.
إن بلادنا تنعم بخيرات كبيرة واقتصاد قوي وقيادة حريصة على ضمان حقوق شعبها ولديها شجاعة الاعتراف بالأخطاء ومعاقبة مرتكبي الجريمة وهذا وعد أعلنته للعالم أجمع، والخطأ يقع في جميع الدول النامية والمتقدمة، وأجزم أن هناك خططاً ترسم لزعزعة أمننا واستقرارنا، ولو وقعنا في الفخ فالكارثة ستكون علينا جميعاً. ومن يذكر أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى التي أودت بحياة الملايين ودمرت مدناً وقرى بل دولاً، وانهيار 3 إمبراطوريات أوروبية وأنهكت اقتصاديات الدول المتصارعة، وقد بدأت الشرارة عند اغتيال أحد القياديين النمساويين (فرانز فرديناند) وزوجته (صوفيا) في شوارع المدينة الصربية آنذاك (سراييفو) في الثامن والعشرين من شهر يونيو عام 1914م.
وهي رسالتي اليوم لإخواني وزملائي وأبنائي وبناتي في الوطن، دعونا نعبر هذه المشكلة ونترك معالجتها لقائدنا خادم الحرمين الشريفين، دعونا نتكاتف لنكون سداً منيعاً ضد من يريد ببلادنا سوءاً، دعونا نحافظ على وحدة وطننا، فالوطن بحاجة إلى اتحادنا ومساندته، ولن نسمح لأي أحد أن يضعف وحدتنا وتعاضدنا، ولن ننجرف إلى الإعلام الهدام العربي والغربي، فالغرب وأمريكا في نهاية الأمر باحثون عن مصالحهم الاقتصادية أولاً، وسيعملون على بذل جميع الجهود للحفاظ عليها مهما كلفهم الأمر.