مكة المكرمة – احمد الاحمدي
نوه عدد من رجال الصحافة والإعلام والأدباء والمفكرين بمآثر فقيد الصحافة السعودية الكاتب الكبير ورئيس تحرير عكاظ الأستاذ عبدالله عمر خياط وقالوا إن صفحات الرأي في صحفنا المحلية فقدت أحد رموزها المخضرمين الذين واصلوا مشوارهم الكتابي على مدى أكثر من 60 عاماً في مناقشة وطرح قضايا المجتمع وكل ما يتعلق بالشأن العام.
وأضافوا في تصريحات لـ(البلاد) أن الفقيد عبد الله خياط أستاذ جيل وعلم من أعلام الصحافة السعودية وعاصر بداياتها الأولى منذ أن كانت صحافة أفراد وواصل مشواره الصحفي الذي بدأه من الصفر من مخبر إلى أن تسلم رئاسة التحرير ثم واصل مشواره عبر المقالة اليومية حتى آخر يوم في حياته، رحمه الله. واشاروا إلى أنه من أولئك الذين نقشوا على الحجر بأناملهم من أجل معشوقته الصحافة رغم أنه لم يكمل تعليمه الابتدائي ولكنه استطاع بجده واجتهاده أن يبني نفسه بنفسه من خلال مثابرته على القراءة والاطلاع.
فقد أعرب الزميل الأستاذ محمد بن عبد الله الوعيل رئيس تحرير الزميلة جريدة “اليوم” عن حزنه الشديد لوفاة الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عبد الله عمر خياط
وقال في حديث لـ(البلاد):” عندما نتحدث عن ذلك الجيل المتميز فان الأستاذ الخياط يكون أحدهم بل هو واحد من الذين صنعوا جيلاً من الصحفيين البارزين.” وأضاف الوعيل قائلاً:” ولعلنا نتذكر في هذه الوقفة جريدة عكاظ المدرسة التي تضم كوكبة من عمالقة الصحافة أذكر منها الصفحة اليومية التي كان اسمها “السابعة “ومن الرواد الذين كانوا يتعاقبون على الكتابة فيها محمد عبد الواحد ومشعل السديري وعبد الله الجفري ولؤي الصافي وفوزية ابو خالد وعلي مدهش وعبد الله علي أحمد وغيرهم كثيرون من المتميزين.”
وأضاف الوعيل قائلاً:” كما اتذكر ذلك المقال الأسبوعي الذي كان يبدع فيه الأستاذ الخياط ،رحمه الله، ولا زلت أيضا اتذكر ذلك المقال الذي كتبه عن الملك فهد، رحمه الله، وكان المقال صادقاً في كلماته ومضامينه مما أسعد الملك حيث أعلن ذلك عبد الله نفسه.” واشار الوعيل إلى أن الخياط، رحمه الله، كان فارساً في حروفه ومشجعاً لكل صحفي وكاتب واذكر ولعلها من خصوصياتي عندما ارسلت رسالة إلى الخياط كنت اخاطب فيها وزير المعارف آنذاك الشيخ حسن آل الشيخ فحول الخياط تلك الرسالة من مواجهة بين قارئ ووزير وبالفعل عالج الوزير الموضوع الذي كنت اطرحه أمام معاليه وهو يتعلق بمجموعة من الطلاب لم يقبلوا في إحدى المدارس وهنا تبرز مهارة الخياط بخصوص عدم قبول عدد من الطلاب. رحم الله المعلم الخياط ذلك الصحافي المبدع”.
عاشق الحرف والكلمة:
وقال الكاتب الصحفي المعروف الأستاذ محمد أحمد الحساني:” رحم الله أستاذنا والكاتب الكبير والمخضرم عاشق الحرف والكلمة الأستاذ عبد الله عمر خياط لقد وعينا على هذا الاسم الصحفي اللامع عبر صحافتنا المحلية لا سيما صحيفتي البلاد وعكاظ فقد بدأ حياته عاشقاً للصحافة منذ المرحلة الابتدائية عبر صفحات البلاد كمخبر لها في مكة المكرمة يتابع جمع الأخبار المحلية من إداراتها ثم مالبث أن عمل سكرتيرا لمكتب البلاد بمكة ثم مديرا للمكتب ثمن رقي إلى سكرتير لتحريرها بجدة ثم نقل للعمل مديراً لتحرير عكاظ في بداية تأسيسها ثم رقي إلى رئاسة تحريرها بعد ذلك اكتفى بعضوية مجلس إدارتها وكاتباً يومياً بها على مدى أكثر من 60 عاماً وكان آخر مقال كتبه في اليوم الذي توفى، فيه رحمه الله، أي أنه واصل العمل في الصحافة حتى آخر يوم في حياته وعرف بتلمس احتيا جات المجتمع في مقالته اليومية ومناقشة قضاياهم وهمومهم ومشكلاتهم وكانت مقالاته تتسم بالصراحة والوضوح والشفا فية وتتكي علي ثوابت ومصداقية وأسلوب جميل في الطرح كما رافق الفقيد الملك فيصل ،رحمه الله، في جميع زياراته الخارجية وقام بتغطيتها تغطية شاملة ووافية كما أجرى، رحمه الله، حديثاً جريئاً مع الملك فهد
، رحمه الله، كان حديث الساعة آنذاك كما مثل، رحمه الله، المملكة إعلامياً في عدد من المؤتمرات والمناسبات الخارجية وقد استطاع أن يمثل الإعلام السعودي خير تمثيل . لقد فقدت الصحا فة السعودية أحد أبرز أركانها الفا علين على مدى أكثر من 60 عاما فرحم الله أبا زهير وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء على ما قدمه من خدمة لوطنه ومجتمعه. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
علم من أعلام الصحافة:
وقال الأيب والكاتب الصحفي ورئيس نادي الطائف الثقافي الأدبي سابقاً الأستاذ حماد بن حامد السالمي الأستاذ عبدالله عمر خياط، رحمه الله، أستاذ جيل وعلم من أعلام حاملي القلم ورواد الصحافة والإعلام في بلادنا. بدأ محرراً ثم رئيس تحرير في صحيفة عكاظ حتى استقر به مشوار الرأي والاهتمام بالشأن العام إلى كاتب دائم الظهور والحضور إلى أن توفاه الله.امتاز بالتوازن في طرحه وملامسة هموم القارئ المتابع وتحري الدقة فيما يتناول. وكان رحمه الله وفياً مع مبادئه وقيم مجتمعه.نسأل الله له الرحمة والغفران ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
أحد أعمدة الصحافة:
وقال الدكتور عبدالله بن ابراهيم بن يوسف الزهراني عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وعضو مجلس إدارة نادي مكة الثفا فة الأدبي :”عندما تذكر الصحافة السعودية وأعمدتها الكبار يشار بالبنان إلى الكاتب الكبير عبد الله عمر خياط من عماليق الصحافة السعودية جند قلمه وفكره لخدمة دينه ووطنه أفنى عمره متنقلاً بين أروقتها وفي كل مكان حل فيه كان له بصمة، زواياه كانت ماتعة غذاء فكر ورشاقة أسلوب في كل ما عرض له أتمنى من وزارة الإعلام عدم نسيان أولئك الجيل الذين نذروا أنفسهم لكل فكر بناء أتمنى أن يجمع تراثهم ليكون منارة لكل من يريد التربي على كتابة المقال والرأي الجاد رحم الله الكاتب الكبير وأحسن عزاء أهله وذويه.”
أديب وصحفي:
وقال الصحفي المخضرم والمشرف على مكتب مجلة اليمامة بمكة المكرمة الزميل الأ ستاذ توفيق بن محمد نصر الله :”رحم الله الصديق العزيز أبا زهير الأستاذ عبدالله عمر خياط وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة لقد كان أديباً وصحفياً وكاتباً لا يشق له غبار إضافة لعمله في مجال المطابع والتجارة.
عاصر صحافة الأفراد والمؤسسات يعد من جيل الرواد كما يعد مرجعاً تاريخياً للصحافه السعودية. كان مثقفا واسع الاطلاع على علاقه واسعة بجميع أطياف المجتمع وكان وفياً مع اصدقائه اجريت معه عده لقاءات صحفية وشارك معي في الكثير من قضايا الأسبوع في مجلة اليمامة ولا اذكر أنني اتصلت به لأطلب منه المشاركة في أي قضية صحفية واعتذر بالرغم من ظروفه الصحية في السنوات الأخيرة. كان رجلاً لطيفاً ودوداً، الدعابة والابتسامة لا تفارق محياه كنت عندما اجري حواراً مع احد الضيوف الذين تربطه بهم علاقة أو زمالة يتصل بي ويسرد لي المواقف التي كانت بينه وبين هذا الرجل بأسلوب فكاهي لا يخلو من الدعابة زرته قبل فترة مع الصديق عبدالله عبيد الأحمدي في منزله بجده فطار فرحاً بنا والتقيت به عدة مرات في منزل صديق الجميع القاضي الشيخ محمد بن هديهد الرفاعي بمكة الذي كان يحرص دائماً على زيارته مع أبنائه وأخيه العم عبدالرحمن ،أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. إن وفاته تعد خسارة كبيرة لهذا الوطن ولكل أصدقائه ومحبيه أنه من الرجال القلائل الذين قد لا يجود بمثلهم الزمان إن القلب ليحزن وأن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون يا أبا زهير. أسأل المولى القدير أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة أيها العزيز.”
الكاتب والصحافي:
وقال الأديب والكاتب الصحفي الأستاذ علي بن خضران القرني نائب رئيس نادي الطائف الأدبي:”الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد..و رحل الكاتب والصحافي الرائد الأستاذ عبد الله عمر خياط، رحمه الله، كاتب عامود (مع الفجر) في جريدة عكاظ ورئيس تحريرها في عهد صحافة الأفراد، رحل إلى بارئه الأعلى مأسوفاً عليه، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجازات في خدمة أمته ووطنه وقيادته في مجال الصحافة والكتابة، كان خلالها علماً ساطعاً في مجال الدعوة إلى مافيه خير أمته ونهضتها في شتى مجالات الحياة.. وكان لي شرف رفقته كاتباً أسبوعياً في جريدة عكاظ في عهد صحافة الأفراد.. حيث كان لي ولأمثالي من الشباب نعم الموجه والمشجع.. إضافة إلى ما يتمتع به من تواضع جم وأخلاق فاضلة وتعامل حسن، تحقق على يديه خلال مسيرته العديد من الإنجازات الوطنية من خلال كتابته الاجتماعية وآرائه السديدة، وهو إلى جانب ذلك كان أديباً ومثقفاً ألف العديد من الكتب في مجالات متعددة.رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان، وجعل ما قدم وأنجز لأمته ووطنه في ميزان حسناته (إنا لله وإنا إليه راجعون).
رحم الله أبا زهير:
وقال الأديب الأستاذ عبد الرحيم بن مطلق الأحمدي صاحب دار المفردات للنشر والتوزيع:”رحم الله صديقنا وزميلنا في بداية عشقنا للحرف والكلمة الأديب والكاتب الصحفي المخضرم عبد الله عمر خياط عرفته في شبابه وفتوته وكان عاشقاً للصحافة ومتيماً بها منذ صغره وكنا نتبارى في القراءة لكبار الأدباء والكتاب من داخل المملكة وخارجها ونقرأ ما يكتبون ونحاول أن نعمل له قراءة أو نقد أو اشادة لعشقنا للحرف والكلمة وقد ثابر الخياط وواصل عشقه للصحافة من البلاد إلى عكاظ حيث تسنم قيادتها كرئيس تحرير ونقلة نقلة صحفية كبيرة في بدايات انطلا قتها ثم واصل الكتابة اليومية بها على مدى اكثر من 60 عاماً حتى وفاته، رحمه الله. لقد فقدت الصحافة السعودية أحد رموزها وعشاقها ،رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته”.
رائد العمل الصحفي:
وقال التربوي والإعلامي الأستاذ خالد بن محمد الحسيني:” يعد الأستاذ الكبير عبدالله عمر خياط تغمده الله برحمتهرائداً في العمل الصحفي والكتابي في بلادنا ، بدأ العمل الصحفي من مكة المكرمة مراسلاً من مكتب البلاد رغم عدم تفرغه إذ كان يعمل بوظيفة إدارية في شرطة العاصمة وعندما تفرغ للصحافة قدم الكثير من الأعمال الميدانية والتقى مبكراً بعدد كبير من المسؤولين ومنهم الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، عندما كان وزيراً للداخلية، وقام بتغطية العديد من المناسبات في مكة وجدة والطائف والرياض وعدد من مناطق المملكة
وفي مرحلة هامة من حياة عكاظ ترأس تحريرها وبعد مغادرته استمر في الكتابة تحت عموده اليومي “مع الفجر”، ويعد أقدم كاتب عمود صحفي في المملكة ومنذ أكثر من ستة عقود إلى جانب ما قدمه من مؤلفات أدبية وصحفية تحدث فيها عن بداياته مع معالي الأستاذ محمد عمر توفيق والأستاذ عبدالله الجفري والأستاذ أحمد عبدالغفور عطار، رحمهم الله، وعدد آخر، وبرحيله يسدل الستار على أقدم كاتب صحفي حرص على عموده اليومي الذي يناقش فيه الهم الاجتماعي وقضايا المجتمع، رحم الله الصحفي المكي والعزاء لأبنائه ولشقيقه الشيخ عبدالرحمن ولأسرته وتلاميذه، وأتمنى أن يجد من تلاميذه من يؤرخ لمسيرته الطويلة لتكون مرجعاً صحفياً للأجيال القادمة تكشف معاناة العمل الصحفي قديماً، والإصرار على الاستمرار كل هذه السنوات”.