مقالات صحفية > في رثاء الخياط
 
هيئة الصحفيين السعوديين تنعى عبدالله خياط

كتّاب وأعضاء من مؤسسة «عكاظ»: الراحل ضخ الحيوية والإثارة في أوردة الصحافة.


نعت هيئة الصحفيين السعوديين أمس الكاتب و الإعلامي القدير عبدالله عمر خياط، و قالت الهيئة في بيان النعي «ببالغ الأسى والحزن ننعى أحد رواد وأعمدة الصحافة السعودية البارزين، الصحفي والكاتب و رئيس التحرير الأستاذ عبدالله عمر خياط -رحمه الله- و أسكنه فسيح جناته، و أحسن عزاء أسرته ومحبيه».


و أضافت الهيئة في البيان أن سيرة الأستاذ الخياط تشهد على تدرجه في المهنة و ارتقاء سلمها حتى وصل قيادة التحرير في آخر مراحل إدارته الصحفية رئيساً لتحرير «عكاظ»، و لم ينقطع عن كتابة العمود الصحفي لأكثر من 6 عقود، و عاصر الخياط المراحل الانتقالية التي مرت بها المملكة، و عاشتها الصحافة السعودية، فكان أحد المؤثرين بفكره و إدارته، وكلمته في مسار كثير من الأحداث، و البناء المؤسسي لعددٍ من المطبوعات. و إن كان الأستاذ عبدالله خياط رحل عن عالم الصحافة و الكتابة، فإن أثره و سيرته ستظلان راسختين في أذهان محبيه وتلاميذه، و دروس الصحافة.


من جهة أخرى، عبر عدد من الكتاب و الإعلاميين و أصدقاء الراحل عن حزنهم لرحيل أحد أعمدة الإعلام في الوطن العربي، و قال أحد مؤسسي مؤسسة عكاظ عبدالمجيد علي عن رفيق بداياته الأولى: «رحم الله أبا زهير فقد بدأت خطواتي الأولى في مؤسسة عكاظ مسؤولاً مالياً، بينما كان العمدة الخياط يتبوأ قمة هرم تحريرها و عبر مسيرة طويلة أثبت أبو زهير أنه خير من ينعش الصحافة و يضخ في أوردتها دم الحياة و الحيوية، بل إنه عندما تسلم مهمات إدارتها في مرحلة من المراحل كان نعم الإداري مثلما هو نعم الصحفي.


و أضاف عبدالمجيد: «ولم تتوقف علاقتي بالخياط منذ تلك اللحظة و حتى رحيله أول أمس -يرحمه الله- فقد كنت متواصلاً، و كان يعزز هذا التواصل بالسؤال الدائم و المشاركة في كل المناسبات الاجتماعية برحابة صدر وبهجة روح».


كما عبر الناشر سهيل خزندار عن حزنه الشديد على رحيل رفيق عمره عبد الله خياط، قائلا: «لم تكن علاقتي بالعمدة الخياط علاقة عابرة أو علاقة مرحلة من مراحل العمر، بل هي علاقة العمر كله، و عندما اقتحمت عالم النشر كان أبو زهير من أقرب الناس لي و أكثر المشجعين و المؤازرين على هذه الخطوة التي حققت نجاحاً كبيراً في حينها». و أضاف الخزندار: «الخياط ليس اسماً عادياً في عالم الصحافة، و لكنه رمز من رموزها، و عندما يُكتب تاريخها سيكون اسم الخياط من بين الأسماء الأولى التي جعلت الصحافة في بلادنا تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم وفعالية».


من جانبه، عبر السفير خالد عمر عبدربه عن حزنه لرحيل عبدالله عمر خياط، وقال إن الجميع يطلق على الراحل لقب أستاذ، وأنا و إخوتي جميعاً ندعوه باسم الوالد عبدالله عمر خياط، تعرفنا عليه أولاً دون أن نعرف من هو عندما كان ملازماً للوالد عمر عبدربه -يرحمهما الله- في الاجتماعات المتكررة عند بداية تأسيس «عكاظ»، و كان هو أحد رجالات هذا الكيان الكبير و وصل إلى رئاسة التحرير، و عمل بها، وكان له عمود يومي في صحيفة «عكاظ» استمر حتى وفاته. عرفته بعد ذلك عن قرب بعد وفاة الوالد في الجمعية العمومية للمؤسسة، و كان عضواً في مجلس الإدارة، يكن له الجميع كل التقدير والاحترام. و تجمعني بالراحل ذكريات كثيرة لا أستطيع حصرها في هذه العجالة، رحمك الله أبا زهير.


من جهته، قال الكاتب نبيل زارع: «رحم الله فقيد الصحافة الأستاذ القدير عبدالله خياط، فهو من جيل الرواد و أساتذة الأساتذة، و تاريخه المشرق كفيل بأن يتحدث عنه، و لا يمكن لأي شخص ينكر مدى تأثير زاويته (مع الفجر) في نقاش القضايا المتنوعة والإشارة إلى مرسل الشكوى أو الموضوع، أيضاً لا يمكن ننسى شخصيته الاجتماعية الوجيهة فلا يعرف معنى التقصير، و دوماً حريص على أداء الواجب في عزاء أو زيارة مريض أو تلبية دعوة، و لا أنسى الليلة الجميلة التي قامت فيها صحيفة «عكاظ» بتكريمه بأحد الفنادق قبل سنوات عدة فكان حضور المحبين أكثر من المدعويين، رحم الله أستاذنا أبا زهير».

 
صحيفة عكاظ - 17/02/1440 / 25/10/2018