مقالات صحفية > في رثاء الخياط
 
و لن يغيب عبدالله عمر خياط

خالد بن حمد المالك – الجزيرة


فجعني خبر موته مثلما فجع كل من عرفه، وصدمني لأننا جميعاً سنكون من الآن بدونه، مداعباته، تعليقاته، مناكفاته، جمال حديثه، الأنس في مجلسه، كلها سوف تغيب بغياب الأستاذ عبدالله عمر خياط رحمه الله.


هو الموت الذي لا يستثني خيار القوم، و لا المبدعين منهم، و لا أولئك الذين كانوا ملء السمع والبصر، بأعمالهم، و إنجازاتهم، و القيمة الكبيرة التي كانوا يضيفونها في كل موقع أو محطة يمرون أو يعملون بها.


مات أحد أهم رؤساء التحرير الذين كانوا من بين أوائل من قادوا بنجاح الصحافة في عهد صحافة المؤسسات الصحفية، و من المؤكد أنه ترك قبل وفاته، و قبل تخليه عن رئاسة تحرير عكاظ، رصيداً كبيراً من القامات الصحفية الذين تعلموا و تدربوا على يديه، و نهلوا من خبرته و تعليمه الشيء الكثير.


كان المرحوم بحق مدرسة صحفية لا يحاكي غيره في تلك الفترة، و كانت عكاظ بإثارتها و تنوع محتواها، و استقطابها للشباب كتاباً وشعراء و محررين صحفيين، لافتة كبيرة ومثيرة، و سباقة في نشر الخبر و التعليق عليه.


عندما انتهت علاقته برئاسة تحرير صحيفة عكاظ، و لاحقاً توقفه عن الكتابة فيها، كان مكان زاويته (مع الفجر) في صحيفة الجزيرة بدعوة مني في فترة رئاستي الأولى لصحيفة الجزيرة، و كانت فرصة لي للتعرف عليه، و الاقتراب منه، والتواصل معه، فعرفت فيه النبل ودماثة الخلق.


سيظل اسم الفقيد خالداً، بقدر ما أعطى للصحافة الذي هو أحد رموزها، و المبدعين فيها، سواء في عهد صحافة الأفراد، أو في عهد صحافة المؤسسات، وكان مؤثراً فيها، وصاحب دور لا يمكن أن ينسى، فرحمه الله، وأسكنه في جنات النعيم، و ألهم أهله والأسرة الصحفية الصبر و السلوان.

 
صحيفة الجزيرة - 17/02/1440 / 25/10/2018